فيفي عبده: أيقونة الإستعراض
هي رمز، هي أسطورة، و واحدة من عظيمات الفن العربي اللواتي غيرن وجه ثقافتنا الشعبية. بالرغم من سطوع نجمها منذ سبعينات القرن الماضي، تبقى فيفي كما هي. في يوم التصوير، وصلت بدون حاشية، تأهلت بالجميع، وتوجهت مباشرة الى كرسي المكياج. ترقص فيفي احترافياً منذ عمر الثانية عشر، أدّت أمام الملوك والملكات والكثير من الشخصيات. كان الإتفاق على أن نلتقي قبل موعد التصوير بيوم واحد لتجربة الملابس. حماسنا لهذه اللحظة كان لا يوصف. إستقبلتنا براويز صورها الصغيرة في شقتها في دبي، فعرفنا أننا في المكان الصحيح. أطلّت بمكياجها الكامل وشالها الشهير، وإستقبالها الجميل. أعربت عن حماسها الشديد لتصوير الغد، شرط أللا يكون على حساب استيقاظها باكراً – "خلينا نسهر للصبح، وقتي كلّو ليكم"، قالت بعفويتها المعهودة. لها هيبة حضور ولطافة صادقة في آن
في السبعين من عمرها، حنكة فيفي عبده بوسائل التواصل الإجتماعي تفوق تلك التي يتمتع بها الكثير من صناع المحتوى الشباب. يتبع حساباتها الكثيرون من جميع أنحاء العالم، إضافةً الى أشهر حسابات مثل "ساينت هوكس"، الذي استخدم مقاطع عدة من محتواها وحولها "لميمات" تتفاعل هي معها دائماً بالإعجاب والتعليق. تحب فيفي كونها جزء من الثقافة الشعبية وتندمج في هذا العالم. يعطيها زوجها "الأيباد"صباح كل يوم لتتابع التعليقات والتفاعلات، وتتباهى بڤيديو نشرته الليلة الماضية وحقق مليون مشاهدة
أنا امرأة معاصرة. بحب الفن بأشكاله وألوانه. عايزة التصوير ده يكسّر النت
يدرس تلامذة الرقص الشرقي الذين يأتون الى القاهرة من أنحاء العالم أسلوب رقصها الفريد، تماماً كما يذهب محبي اليوغا الى ريشيكيش في الهند ليتقنوا ممارستها. "الرقص أوكسجين حياتي. إشتغلت في الأفلام وعملت مسرح وكوميديا، بس الرقص بروحي ودمي. لسه بروح لمدارس تعليم الرقص كمعلّمة زائرة وبوزّع شهادات المتخرجين. الرقص فن عايش ولسه بخير، وانا هعمل المستحيل عشان أخلّي عايش. علاقتي مع الرقص بتقوى مع السنين، وحبي واحترامي للفن ده بيفضل يزيد. انا علمت في البرازيل واليابان وفرنسا وإيطاليا وفي بلدان كتيرة ـ مين كان يتخيل ان الدول دي تبقى عارفة عن الفلكلور العربي؟ ده جزء من هويتنا، زي اللغة بالظبط: المحافظة عليه ونشروا واجب علينا كل العمر
لكن استمرارية فيفي ليست مرتبطة بالرقص فقط. فقد أصبحت الآن من مشاهير وسائل التواصل الإجتماعي ويتابعها ما يقارب العشرة ملايين شخص. في أحد ڤيديوهاتها الحديثة على "تيك توك"، تحدثت عن تأثير اللحظات الحلوة على إشراقة وجهها وجمالها، وكيف ان العصبية تؤثر سلبا على مظهرها – فدعت متابعيها ليستمتعوا بأكبر قدر من اللحظات الحلوة
بديت استخدم وسائل السوشيال ميديا من 15 سنة. ما حدش وقتها كان عارف تأثيرها وانها حتبقى الوسيلة الأهم للفنانين عشان يعبروا عن نفسهم. كانت فرصتي أتواصل مع الناس بسلاسة وعلى طبيعتي. ما قدرتش أعيش سنين المراهقة بحكم شغلي اللي بدا بعمر صغير. الوسائل دي بتسمحلي أتواصل مع جيل الشباب، أضحك وأهزر معاهم، وأعمل كل الحركات اللي ما قدرتش أعملها في مراهقتي، السوشيال ميديا ادتني حياة تانية. أنا أديت حياتي للشغل، و دلوقتي، بعيش شبابي من جديد
"أسلوبها في الرقص سهل ممتنع لكنه قوي، تأثُر الحضور في موقع التصوير بوصلات ساحرة ما بين المشاهد وفي الإستراحات. "وانا بصوّر ببقى طايرة. والتصوير ده بالذات مع فريقكم من أجمل الأيام، وحسيت بتواصل سهل جداً مع إيلي. مع بعض بنشتغل على رؤية واحدة" في أحد المراحل، يجتمع فريق التصوير حولها وهي تردد عباراتها الشهيرة مثل "اللي يضايقني هخلعو، واللي يحبني هدلّعو". تملأ الدموع عيون أحد المتدربات وهي ترى محبوبتها أمامها بكل تواضعها. تلتفت عبده للمخرج وتقول " الكواليس هيبقى مولّع"، وترافقها بغمزة. حتى وهي تستمتع بوقتها، تعرف عبده مكانتها و تعي المسؤولية التي تأتي مع هكذا مكانة
اللقاء بها فاق الوصف، تماماً كما توقعنا: الكوميدية، الراقصة، والفنانة اجتمعوا وفاضوا بها. ممتعة هي هذه الأسطورة، بلا أدنى شك